مر أحد الحكماء و هو فى طريقه لبلده بخيمة رجل من البدو عليه سيما الصالحين . فألقى الحكيم عليه السلام فرد الرجل البدوي عليه السلام .
فأراد الحكيم أن يتحدث مع الرجل فسأله عن اسمه ومن أى البلاد و منذ متى يجلس بخيمته فى هذا المكان .
فنظر إليه الرجل ولم يجبه بكلمة ..ثم نظر إلي الأرض وكان فى يديه عود من الخشب يضرب به الأرض .
ففهم الحكيم أن الرجل معتزل الناس ولا يريد أن يكلم أحد .
فقال الحكيم : إن كنت لا تريدالكلام بلسانك فيمكن أن تكتب لى على الرمال .
فكتب له البدوى بعود الخشب :
مُنِعَ اللسانُ من الكلام لأنه. كهفُ البلاءِ و جالبُ الآفاتِ.
فإذا نطقت فكُن لِرَبِّك عابدًا. فاذكره أو سَبِّحْه فى الحالاتِ
فنظر إليه الحكيم متبسمًا و أراد أن يعلم الرجل أن الكتابة بالقلم كالكلام باللسان . فأخذ منه عود الخشب
و كتب له :
و ما من كاتبٕ إلا سَيَبْلَىٰ. و يُبقى الدهرُ ما كتبت يداه
فلا تكتبْ بخطك غير شئٕ. يَسُرُّك فى القيامة أن تراه .
فتعلم الرجل من الحكيم أن الكتابة كالكلام باللسان لا فرق بينهما إن كان خيرًا فهو خيرًا لصاحبه ....
و إن كان غير ذلك فهو عليه .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )
فيجب علينا ان عند الكلام أو الكتابة أن نختار ما نقوله حتى لا نقع في الخطأ أو الذنوب .
فنسأل الله أن يرطب ألسنتنا بذكره . وينور قلوبنا بشكره .. آمييين .