في يوم من الأيام يأتي الهرمزان مستشار كسرى لابسًا تاجًا من ذهب وزبرجد وعليه الحرير، يدخل المدينة
فيقول: أين قصر الخليفة !!
قالوا: ليس له قصر، قال: أين بيته؟ فذهبوا فأروه بيتًا من طين وقالوا له: هذا بيت الخليفة
قال: أين حارسه؟ قالوا: ليس له حارس.
طرق هرمزان الباب فخرج ولده، قال له: أين الخليفة؟ فقال: التمسوه في المسجد أو في ضاحية من ضواحي المدينة،
فذهبوا إلى المسجد فلم يجدوه، وبحثوا عنه فوجدوه نائمًا تحت شجرة، وقد وضع درته بجانبه، وعليه ثوبه
المرقع وقد توس ذراعه في أنعم نومة عرفها زعيم.
تعجّب الهرمزان مما رأى وهو الذي فتح الدنيا ينام بهذه الهيئة تحت شجرة
وقال كلمته المشهورة: حكمتَ فعدلت فأمنت فنِمت يا عمر..
وراعَ صاحبَ كسرى أن رأى عمَرًا ***** بين الرعيـة عُطلاً وهـو راعيـــهـا
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً ***** ببردة كـاد طــــول العــــهد يبليهـا
وعهـده بملـوك الفـــــــــرس أن لهـا ***** سورًا من الجند والأحراس حاميها
فقال قولة حــــــــــقٍ أصبحـت مثـلاً ***** وصار الجيل بـعد الجيـل يحكيــها
أمنت لما أقمـت العــــــــــــدل بينهـمُ ***** فنمت نومَ قـرير العـين هانيـــــهـا
رضي الله عن الفاروق وأرضاه وجمعنا الله واياه والنبيين
وسائر الصحابة في جناته اجمعين...
أتعبت الخلفاء من بعدك يا بن الخطاب.