جلس الزوج أمام مكتبه وأمسك بقلمه ، وكتب:*
*في السنة الماضية:*
*1. أجريت عملية إزالة المرارة ... ولازمت الفراش عدة شهور ...*
*2. وبلغت الستين من العمر ؛ فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً ...*
*3. وتوفي والدي ...*
*4. ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب اصابته في حادث سيارة ...*
*وفي نهاية الصفحة كتب:*
*"يا لها من سنة سيئة للغاية !!!"*
*ودخلت زوجته غرفة مكتبه أثناء الكتابة ، ولاحظت شروده ، اقتربت منه ، ومن فوق كتفه قرأتْ ما كتب ... فتركت الغرفة بهدوء ، من دون أن تقول شيئاً ... لكنها بعد عدة دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى ، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها ...*
*فتناول الزوج ورقة زوجته ، وقرأ فيها:*
*في السنة الماضية:*
*1. شُفيتَ من آلام المرارة التي عذّبتك سنوات طويلة ...*
*2. وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة ... وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم ...*
*3. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والتسعين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب ، وتوفي في هدوء من غير أن يتألم ...*
*4. ونجا ابنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات ...*
*وختمت الزوجة عبارتها قائلة:*
*"يا لها من سنة أكرمنا الله بها وقد إنتهت بكل خير"*
*لاحظوا ... نفس الأحداث لكن بنظرة مختلفة ...*
*دائماً ننظر إلى ما ينقصنا ؛ لذلك لا نحمد الله على نعمه ...*
*وننظر إلى ما سُلِبَ منا ونُركّز عليه ...*
*لذلك نُقصِّر في حمده على ما أعطانا ...*
*قال تعالى:*
*"وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرون"*
*اللهم إجعلنا من الشاكرين الذاكرين *
*اشكروا الله لتدوم النعم*
الشكر لله على كل نعمه . أسعد الله أوقاتكم بكل خير وسعاده وتوفيق
