أرسل هارون الرشيد إلى شارلمان،،،
ساعة مائية من النحاس الأصفر بارتفاع نحو
أربعة أمتار،،،
و تتحرك بواسطة قوة مائية،،،
وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من
الكرات المعدنيه،،،،
يتبع بعضها البعض الاخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة
نحاسية فتحدث رنينا جميلا ،،،في أنحاء القصر الامبرطوري....
كانت الساعة مصممة
بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية الى داخل الساعة،،،
و يخرج منه
فارس يدور حول الساعة ثم يعود الى المكان الذي خرج منه
و عندما تحين الساعة
الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث
أتوا و تغلق الأبواب خلفهم...
أثارت الساعة دهشة الملك وحاشيته،،،
واعتقد رهبان
الملك أن في داخل الساعة شيطان يسكنها و يحركها،،
و جاؤوا الى الساعة أثناء الليل،،،
واحضروا معهم فؤوسا وحطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها...
وقد حزن
الملك شارلمان حزنا بالغا،، و استدعى حشدا من العلماء و الصناع المهرة لمحاولة
اصلاح الساعة واعادة تشغيلها،،،
لكن المحاولة فشلت،،،
فعرض عليه بعض مستشاريه
أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لاصلاحها،،،،
فقال شارلمان "
انني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها"...
وهناك رواية تقول إن هارون الرشيد بلغته الأخبار بتحطم الساعة المائية،،
فأرسل إلى
شارلمان ساعة ترابية مصنوعة بدقة متناهية وهي تحفة فنية
بحيث فرح بها شارلمان
أكثر من الساعة المائية،،،
فوضعها في حجرة نومه خوفا عليها ،،
وكان يمضي
الساعات وهو يتأملها ويتعجب من حسن صنعتها،،
وطريقة عملها التي تفرغ كمية من
التراب كل ثانية في وعاء زجاجي متصل ومرقم بالثواني والدقائق والساعات بحيث
يمتلى في نهاية 24ساعة ثم يعود في في الساعة ليبدا في يوم جديد ،،
وفي كل ساعة
يخرج طائر يغرد بعدد الساعة نتيجة لتحرره من التراب .......والله أعلم...
مكانة
المسلمين آنذاك كانت تجعل الجبابرة لا يجرؤون على شيء أمامهم.
رحم الله زمنا كان
فيه المسلمون نارا على علم.